عدد المساهمات : 67 نقاط : 193 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 26/03/2011 الموقع : https://facebook.com/spshooter
موضوع: أزلية الاعتراف بالخالق الخميس نوفمبر 15, 2012 4:32 pm
(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الألْبَابِ، الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) ] آل عمران: 3/190-191 [، وإذا تأملنا هذه الآيات نجد أن كلمة سبحانك جاءت بعد ذكر آيات الكون من اختلاف الليل والنهار، وخلق السماوات والأرض.
وحين نزلت هذه الآيات على رسول الله r لم ينم تلك، وعند صلاة الفجر جاء بلال ليؤذن، فوجد رسول الله r قائماً، فقال له: ما رأيتك نمت الليلة، فقال رسول الله r: « يا بلال كيف أنام وقد أنزلت عليَّ الليلة آية ويل لمن يقرأها ثم لم يتدبرها »، وتلا خواتيم سورة آل عمران(1). إنَّ فطرة الإنسان تضطره إلى تسبيح الله، وقد غرس هذا في أعماقه منذ الأزل، وقد قال الله تعالى في ذلك: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) ] الأعراف: 7/172 [، إننا لا نزال نقول بلى، شئنا أم أبينا، ولا يقولها المؤمن فقط، بل يقولها كل إنسان له دماغ ويفكر ويرفع نظره إلى السماء، أو ينظر من خلال المجهر إلى الخلية، إنه يضطر أن يعظم الخالق، وأن يقول: بلى.
إن ما ذكره الله من أزلية الاعتراف بالخالق لدى الإنسان، يعني أن هذا الكون ليس عبثاً، ومن يقول: إن هذا الكون عبث فكلامه هو العبث ؛ لأن هناك شيئاً مكتوباً في الدماغ، ومكتوباً في القلب، ألا وهو التعظيم والاعتراف بالخالق.
إنه شعور يعيشه الإنسان، ومركز الشعور هو القلب وليس الدماغ، والناس يتحدثون عن القلب كمركز للمشاعر والأحاسيس، والله يقول: (ألا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) ] الرعد: 13/28 [، إننا نُحسُّ بالأمن أو الخوف في أعماق قلوبنا، والوصول إلى معنى التسبيح ليس بالتكرار الأجوف للفظ التسبيح، فالتسبيح شيء يحياه الإنسان، وعليه فقط أن يرفع الرَّان عن قلبه لتشرق الفطرة المودعة في قلبه، والتي لا يزال يحتفظ بها في أعماقه